بسم الله الرحمن الرحيم
تسيير ندوة أبي الحسن علي بن بري ومركزيته في القراءات القرآنية بالمغرب
بقاعة المسرح البلدي، تازة11/ 5/ 2024
إعداد الدكتور عبد السلام رياح
الجلسة الافتتاحية: (س10- س11).
حمد الله والثناء عليه
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
أما بعد،
فيا أيها الأحبة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نُرحِّب بكم جميعا في مُلتقَانا هذا، الذي نهدف من خلاله إلى تجديد العزم على إحياء الرَّحمِ بين العلماء، ونرمي منه إلى توجيه الطاقات الكامنة في شبابنا إلى الارتشاف من مَعِين علوم المسلمين الفيَّاض، وإلى مد الجسور بيننا وبين من سجَّل حضورَه تسجيلا متميزا في تاريخ المسلمين الطويل، ولا سيما مَن كان منهم من أعلام تازة الذين خلَّدوا بصماتهم عبر التاريخ.
1- آيات بينات:
ونحب بعد هذه التوطئة أن نستهلَّ هذا الحفلَ البهيجَ بآيات بينات من الذكر الحكيم، يُشنِّف بها مسامعَنا الشيخُ الجليلُ، والفقيهُ النِّحرِيرُ، محمد صفا، صاحبُ الخطِّ الرَّائق، وعَالمُ الرَّسم المتميِّز؛ تنظيرا وتطبيقا، فليتفضَّل مشكورا مأجورا بحول الله تعالى.
2- النشيد الوطني:
والآن، أيها الأحبة الكرام، لِنقفْ جميعًا، ولْنردِّد النشيدَ الوطني.
3- الترحيب بالضيوف الأكارم:
نجدد تَرحابنا بحضورنا الكرام، الذين تقاطرُوا على مَنبَع العلم الرَّصِين؛ زُرَافَاتٍ ووِحدَانَا، فدعوتُنا قد فَتحَت أبوابَها، وأمَاطَت نِقَابَها، ودَعَتِ القَريبَ والبَعيدَ لِينهَلُوا من مناهل العلم الفياض.
نحنُ في الإصباح ندعو الجَفَلى … لا تَرَى الآدِبَ فينَا يَنْتَقِرْ
4- كلمة السيد الرئيس:
أيها الأحبة الأكارم، شخصيتُنا التي نتشوَّف إلى أن نسمع منها كلمةً باسم المجلس العلمي المحلي شخصيةٌ كريمةٌ مِن مَنبِتٍ كريم، تُربتُها طيبةٌ، وأعرَاقُها طَيبَة، فقد نَشأت في أحضَان القرآن الكريم، أُصولُها إمامةٌ ومِحرَابٌ ومَسجد، وضَربَت في تُربتِه بجذُورها الرَّاسخة، فأَلِفَت كتابَ الله تعالى منذ نعومة أظافرها وأَلِفَها، وانغَمَسَت فيه طالبةً معانيَه ومقاصدَه، كاشفةً عن النُّكت والعُيُون فيه، فأمدَّها اللهُ سبحانه ببركَاته، وبَسَط لها القَبُولَ بين عبَادِه. ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ (الأعراف: 58).
نَسبٌ أَضَاءَ عمودُهُ فِي رِفعَةٍ … كالصُّبحِ فِيهِ تَرفُّع وَضِيَاءُ.
هذه الشخصية هي الأستاذ الدكتور بنعمر لخصاصي، فليتفضل مشكورا مأجورا.
5- مدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية عبد الرحيم الأمين:
أيها الأحبة الأكارم، شرَّفتنا بحضورها معنا شخصيةٌ جليلةٌ متميزة، وَفَدَت على فاس من الصويرة ومراكش، وعاشت التَّفوُّق في مسارها الدراسي كلِّه، فكانت تحتلُّ المرتبةَ الأولى في الامتحانات، وكان أساتذتُها يتوقَّعون لها مستقبَلا زاهرًا، فقضَت ثلاثَ عشرةَ سنةً بجامع القرويين، قاطنةً بمدرسة الصفَّارين. تتلمَذَت على أيدي فطَاحِل المشايخِ الذين طارَ صِيتُهم، كالأستاذ عبد الحي العمراوي، وعبد الكريم العراقي، ومحمد التاويل، ومحمد الروكي، ومحمد بن حماد الصقلي، ومحمد الكتاني… واللائحة تطول، جمع بين الثقافة الإسلامية الأصيلة، وبين الثقافة القانونية المعاصرة، فحصل على شهادتين في الدكتوراه؛ إحداهما بجامعة القرويين، في موضوع “المطابقةُ الشرعيةُ على البنوك التشاركية في ضوء الفقهِ المالكي والقانونِ البنكي المغربي، وثانيتُهما في القانون في موضوع: عدالةُ القُرب بالمغرب. هو الآن أستاذٌ محاضرٌ بجامعة محمد الخامس- أكدال- بالرباط، ومديرٌ لمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية. إنه الأستاذُ الفقيهُ الشرعي، والقانوني، الدكتورُ الأستاذ عبد الرحيم الأمين، فليتفضل مشكورا مأجورا.
6- السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية عبد الرفيع بن الطاهر:
أيها الأحبة الأكارم، تحضُرُ معنا شخصيةٌ نتشرَّف بجدِّها وجِدِّيَّتِها، تدرجت في أسلاك التعليم الأصيل، وتابعت دراساتها العليا بكلية الشريعة بفاس، حصَلَت على شهادة الدكتُوراه، ومَارَسَت العملَ الإداريَّ منذ أمدٍ بعِيد، فجاءت فيه بكلِّ إنجازٍ مشرِّف، فلا يهمُّها من الأمر كلِّه إلا أن تُؤَديَ ما أُؤتُمنَت عليه بصدقٍ وتَفَانٍ، شَغلَت منصبَ مندُوب الشؤون الإسلامية بتاونات، وبالحُسَيمة، وبمدينة فَاس، والآن بتازة. نرجو لها التوفيقَ في العمل والسَّدادَ في القول. إنه الأستاذُ الدكتورُ عبدُ الرفيع بن الطاهر، فليتفضَّل مشكُورا مأجُورا بحَول الله تعالى.
7- السيد عبد الهادي حميتو:
أيُّها الأحبةُ الأكارم، نصل الآن إلى الشخصية التي قالت فَأفَادَت، وألَّفَت فأنارت السبيل للسالكين، فسابقَ الريحَ مَن يطمحون إلى العِلم الرَّصين، والعلم المتين، من أجل أن يقتَنصُوا الفُرصةَ فيَرتَشِفُوا من طَيِّب علمِها ولذِيذِ إنتاجها، فعَبَّ كل منهم من معين أفكارها الفياض، ونهَلُوا مما أفَاء الله به عليها من العطاء العلمي غيرِ المجذُوذ. فهو أستاذٌ محاضرٌ متقاعدٌ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بآسفي، حاصلٌ على دكتوراه الدولة، وحاصلٌ على جائزة محمد السادس لأهل القرآن، سنة 2008، وعضوُ المكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، ورئيسُ اللجنة العلمية لمؤسسة محمد السادس لطباعة المصحف الشريف، وعضوُ الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، بجدة، وعضوُ لجنة جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية، وعضوُ اللجنة العلمية لمصحف دولة البحرين، وأستاذُ القراءات وعلومِ القرآن بمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، بجامعة القرويين.
ومن كتبه المنشورة: قراءةُ الإمام نافع عند المغاربة، واختلافُ القراءاتِ وأثرُه في التفسِيرِ واستنباطِ الأحكام، وحياةُ الكتَّاب وأدبيَّاتُ المحَضْرَة، والدليلُ الأَوثقْ إلى رواية ورش من طريق الأزرقْ، والحِزبُ الرَّاتبُ والقراءةُ الجماعيةُ: دراسةٌ في التاريخ والمشرُوعية.
ونستمح أستاذَنا الكريم، عن كوننا لم نذكر مؤلفاته وإسهاماته جميعَها، فإنا إن فعَلنا طالَ بنا الكلام، فهذا غَيضٌ من فَيْض. وقد قالوا: يَكفِي مِن الحِلْيِ مَا قَدْ حَفَّ بِالعُنُق.
إنها شخصيةُ هذا اللقاء، إنه الأستاذُ شيخُ القراء، الدكتورُ عبد الهادي حميتو، فليتفضل مشكورا مأجورا بحول الله تعالى.
9- الختام:
شكر الله لأستاذنا الكريم مَعسُولَ كلاَمه، ورَصَانةَ علمه. ولقد صدق من قال:
إنَّ الأكابرَ يحكُمُون على الوَرَى … وعَلَى الأَكَابِرِ تَحكُمُ العُلَمَاءُ
وإن هذه البداية الموفقة لهذه الندوة ستتبعها ندوات، بحول الله تعالى، وحينما يدعى إخواننا إليها، فلا ينبغي أن يجدوا في أنفسهم، فقد قال الشاعر:
من عوّد النَّاس إحسانا ومكرمة … لَا يَعتِبَنَّ على مَن جَاءَ فِي الطَّلَبِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.